رقصة الفستان الأحمر الأخيرة – سبعة عقود من تاريخ العراق المعاصر عبر الغناء والموسيقى

18,00 

في عزّ سنوات العراق المدني، واستقراره النسبي، ثقافياً واجتماعياً، قدّمت المطربة مائدة نزهت أغنيّة «يا أم الفستان الأحمر»، وكانت تلك جرأة تُحسَب للتّغنّي بفستان، في إشارة إلى رقيّ سلوكيّ، ورفعة في الذائقة، في مجتمع، كان يتخلّى – تدريجياً – عن صرامته ومحافظته عشائرياً ودينياً، ويتّجه إلى ملامح مَدَنية، تتعاطى مع رقّة أنثى، وحضورها الفاتن، بدلع فستان أحمر.

Out of stock

في عزّ سنوات العراق المدني، واستقراره النسبي، ثقافياً واجتماعياً، قدّمت المطربة مائدة نزهت أغنيّة «يا أم الفستان الأحمر»، وكانت تلك جرأة تُحسَب للتّغنّي بفستان، في إشارة إلى رقيّ سلوكيّ، ورفعة في الذائقة، في مجتمع، كان يتخلّى – تدريجياً – عن صرامته ومحافظته عشائرياً ودينياً، ويتّجه إلى ملامح مَدَنية، تتعاطى مع رقّة أنثى، وحضورها الفاتن، بدلع فستان أحمر.
ومع اختطاف الدولة من قِبل المغامرين «الثوريين» من الأحزاب الشمولية والضباط العسكريين، تراجعت القِيم الثقافية الطبيعية، ومنها أشكال التعبير بالغناء الراقي عن مشاعر الحب، فمن أغنيّة «أم الفستان الأحمر»، إلى «حياك يا ابو حلا»، للمطربة ذاتها حين تغنّت بالديكتاتور، وهي – بهذا – تجسّد جناية الانقلابات العسكرية، والأفكار «الثورية» الشكل، والهمجية الفحوى، لا على الدولة وحسب، بل على الطبقة المتوسطة حارسة قِيم الحداثة في المجتمع، ومحرّكها الوحيد، فتجعلها أسيرة السياسة الحكومية، والحزبية الضيقة، وعبداً ذليلاً لثقافتها ونهجها التدميري في القمع داخلياً، والحروب خارجياً، وصولاً إلى تراجع مخيف، في قِيم المدنية، لصالح قوى الظلام الفكري اليوم.
الكتاب، قصة العراق اجتماعياً وثقافياً 1940- 2015 عبر الموسيقى والأغنيّات.