تحكي “سيناريو” عن كريم، وهو الشخصية الرئيسية، الذي يلتقي بشارلوت، التي تعرّفه على ميلاني، والتي بدورها ستعرّفهما على ريما. في البيت والسينما، في شوارع ومقاهي مدينة باريس، يحكي كريم مع كل منهنّ، يحكي أكثر مع ريما القادمة من حيفا، يحكيان عن المدينة التي تَهجّر جدّه منها إلى سوريا، المدينة التي لا يعرف إن كان ينتمي إليها كما تنتمي ريما إليها.
يُسائل كريم نفسه عن علاقته بالمدينتين، باريس وحيفا، وبينهما المخيّم، عن علاقته بشارلوت التي قطعها حضور ريما، عن علاقته بريما التي قطعها حضور حيفا، عن النّص الذي لا يعرف إن كان يكتبه ليكون رواية أم سيناريو.
في الرواية التي تقع في 188 صفحة، يواصل سليم البيك طرح أسئلته التي تتعلّق بالمكان والهويّة والمنفى لدى فلسطيني سوري هو لاجئ عن البلدين، إنّما كحالة فردية هشّة حيث تكون الأسئلة التي يعيشها كريم شكلاً من أشكال القلق واللاطمأنينة التي تتخلّل يومياته وهواجسه ورغباته، في الأمكنة المذكورة أعلاه ومع النّساء واحتمالات أن يكون في علاقة مع كلّ منهنّ. يجري كل ذلك في مدينة باريس، في أحد أحياها، وفي أيام تكثّفت فيها اللقاءات والحوارات والأفكار والأحداث.
سليم البيك
كاتب من فلسطين يعيش في باريس، محرّر مجلّة “رمّان”، يكتب في الصّحافة الثّقافية النّقد السينمائي وغيره. صدر له «ليس عليكِ سوى الماء» و «كرز، أو فاكهة حمراء للتشيزكيك» الحائز على جائزة “القطّان” في القصة القصيرة، و «خطايا لاجئ»، ورواية «تذكرتان إلى صفّورية» وقد نال مشروعها منحة “آفاق”. وأخيراً رواية «سيناريو» التي نال مشروعها منحتين من “المورد الثقافي” و “اتجاهات-ثقافة مستقلة”.