مأوى الغياب مكانٌ مشيّدٌ من الكلمات. كل من فيه ينتمي إلى عالم خيالاته، ويعيش في حالة من الهواجس والشكوك. عالم مستسلم للغموض والطلاسم وعاشق لزئبقية اللاثبات واللايقين. في هذا المأوى لا نعرف إن كان ما نقرؤه تهيؤات لربة الطلاسم أم أنها هي نفسها تهيؤات آخرين. لا نعرف إن كان يجب أن نصدقها أم نؤمن بالكُتّاب المتألمين الذين يخلقون أنفسهم بقوة اللغة ويخترعون العوالم والذوات بالكلمات.
في “مأوى الغياب” نقرأ عن حطام الأحداث والبشر، وعن اختمار هلع المدن الهالكة، في قصصٍ تنتمي إلى الخيال والغرائبية، بقدر ما تستمد مما يحدث في الواقع من خراب مادةً للكتابة.
ويرى الناقد الدكتور محمد الشحات أن سردية “مأوى الغياب” تنهض “على تشييد رحلة متخيّلة، متتالية الحلقات، تُسائل مفاهيم المكان والزمان والوجود البشري. وهي إذ تفعل ذلك، تبحث عن جوهر التواصل الإنساني فيما وراء “اللغة” بمعناها المتداول”.