احتمال جزيرة

14,40 

Vorrätig

“تمشيت لاحقاً، ضابطاً خطاي على إيقاع حركة الأمواج، تمشيت أياماً بأكملها دون الإحساس بأي تعب، وفي الليل كانت تهدهدني بعض الإنجازات الهادئة. في اليوم الثالث لمحت مسالك من حجارة سوداء تدخل في البحر وتضيع في البعيد. هل كانت ممراً، أم بناء آدمياً أم أدمياً جديداً. ليس الأمر مهماً في الوقت الراهن، غادرتني فكرة استخدامها بسرعة كبيرة. في اللحظة نفسها، ومن دون سابق إنذار، ابتعدت كتلتان من السحب إحداهما عن الأخرى فالتمع شعاع من الشمس على سطح الحياة. فكرت بغموض؛ في الشمس الكبرى للقانون الأخلاقي التي سينتهي بها الأمر، حسب الكلام المقدس، إلى أن تلمح على سطح العالم. ولكنه عالم سأكون غائباً عنه، وهو عالم لا أمتلك حتى القدرة على أن أقدم لنفسي جوهره، أعرف الآن أنه لا أحد من الآدميين الجدد سيكون قادراً على إيجاد حلّ للإحراج المكوّن. الذين حاولوا من قبل، إن كان ثمة من حاول، أصبحوا كلهم في عداد الموتى على الأرجح، أما من جهتي فسأواصل، قدر المستطاع، وجودي الغامض كقرد مطوّر، وندمي الأخير هو أنني كنت السبب في موت فوكس، الكائن الوحيد الجدير بأن يعيش والذي أتيح لي أن أكشتفه وأفهمه، لأن نظره كان يتضمنن بشكل مسبق، أحياناً، الشرارة التي تعلن مجيئ القادمين. ربما لا تزال أمامي ستون سنة لأعيشها؛ أكثر من عشرين ألف يوم ستكون متشابهة. سوف أتجنب التفكير مثلما سأتجنب المعاناة. أخطار الحياة كانت بعيدة، خلفي. كنت قد دخلت الآن في فضاء هادئ لن يبعدني عنه سوى مسلسل الموت. استحممت خلال فترة طويلة، تحت الشمس كما تحت ضوء النجوم ولم أشعر بأي شيء سوى بإحساس خفيف غامض… لم تكن السعادة أفقاً ممكناً! لعالم كان قد مارس خيانته. كان جسدي ينتمي إيّ خلال فترة قصيرة من الزمن. لن أصل أبداً إلى الهدف المحدّد. المستقبل كان فارغاً. كان هو الجبل. أحلامي كانت مسكونة بحضورات انفعالية. كنت، ولم أعد قط. الحياة كانت حقيقة”.

عمل روائي يبلغ مداه الأرقى في فلسفته للأشياء، في فلسفته للحياة والإنسان. تتقرب منه وتقرأه عن كثب، تقرأ في معانيه وفي مراميه وفي رمزيته التي تجسد بحث الإنسان عن معاني الكينونة، السعادة الفرح وقبل كل شيء عن لغز بحث الإنسان الدائم عن شيء يمثل بالنسبة له الجزيرة التي يلجا إليها بعد عنائه سابحاً في بحر الحياة

Gewicht 470 g

Beschreibung

“تمشيت لاحقاً، ضابطاً خطاي على إيقاع حركة الأمواج، تمشيت أياماً بأكملها دون الإحساس بأي تعب، وفي الليل كانت تهدهدني بعض الإنجازات الهادئة. في اليوم الثالث لمحت مسالك من حجارة سوداء تدخل في البحر وتضيع في البعيد. هل كانت ممراً، أم بناء آدمياً أم أدمياً جديداً. ليس الأمر مهماً في الوقت الراهن، غادرتني فكرة استخدامها بسرعة كبيرة. في اللحظة نفسها، ومن دون سابق إنذار، ابتعدت كتلتان من السحب إحداهما عن الأخرى فالتمع شعاع من الشمس على سطح الحياة. فكرت بغموض؛ في الشمس الكبرى للقانون الأخلاقي التي سينتهي بها الأمر، حسب الكلام المقدس، إلى أن تلمح على سطح العالم. ولكنه عالم سأكون غائباً عنه، وهو عالم لا أمتلك حتى القدرة على أن أقدم لنفسي جوهره، أعرف الآن أنه لا أحد من الآدميين الجدد سيكون قادراً على إيجاد حلّ للإحراج المكوّن. الذين حاولوا من قبل، إن كان ثمة من حاول، أصبحوا كلهم في عداد الموتى على الأرجح، أما من جهتي فسأواصل، قدر المستطاع، وجودي الغامض كقرد مطوّر، وندمي الأخير هو أنني كنت السبب في موت فوكس، الكائن الوحيد الجدير بأن يعيش والذي أتيح لي أن أكشتفه وأفهمه، لأن نظره كان يتضمنن بشكل مسبق، أحياناً، الشرارة التي تعلن مجيئ القادمين. ربما لا تزال أمامي ستون سنة لأعيشها؛ أكثر من عشرين ألف يوم ستكون متشابهة. سوف أتجنب التفكير مثلما سأتجنب المعاناة. أخطار الحياة كانت بعيدة، خلفي. كنت قد دخلت الآن في فضاء هادئ لن يبعدني عنه سوى مسلسل الموت. استحممت خلال فترة طويلة، تحت الشمس كما تحت ضوء النجوم ولم أشعر بأي شيء سوى بإحساس خفيف غامض… لم تكن السعادة أفقاً ممكناً! لعالم كان قد مارس خيانته. كان جسدي ينتمي إيّ خلال فترة قصيرة من الزمن. لن أصل أبداً إلى الهدف المحدّد. المستقبل كان فارغاً. كان هو الجبل. أحلامي كانت مسكونة بحضورات انفعالية. كنت، ولم أعد قط. الحياة كانت حقيقة”.

عمل روائي يبلغ مداه الأرقى في فلسفته للأشياء، في فلسفته للحياة والإنسان. تتقرب منه وتقرأه عن كثب، تقرأ في معانيه وفي مراميه وفي رمزيته التي تجسد بحث الإنسان عن معاني الكينونة، السعادة الفرح وقبل كل شيء عن لغز بحث الإنسان الدائم عن شيء يمثل بالنسبة له الجزيرة التي يلجا إليها بعد عنائه سابحاً في بحر الحياة

Zusätzliche Informationen

Gewicht 470 g