Description
تقوم رواية “ديفيد كوبر فيلد” في جوانب عديدة منها على سيرة تشارلز ديكنز الذاتية، فقد استمد الكثير من مادتها من حياته الخاصة، وبما يخدم غرضه كروائي، وإن صاغ وقائع وأحداث كثيرة بخياله الخصب، وإن أنكر الكاتب اعتماده على سيرته الذاتية فيها، لكنه لم ينكر وجود الكثير من نقاط التشابه بين ما حدث له طفولته وبين طفولة دايفيد كوبر فيلد، لذلك كتب عنها قائلا: “من بين كتبي كلها، أحب هذه الرواية أكثر من غيرها. ومثل أي والدين مُغرمين بأطفالهما: لدي في أعماق قلبي طفل أثير واسمه ديفيد كوبرفيلد”. والرواية يحكي أحداثها على لسان بطلها «ديفيد كوبر فيلد» وهو فتى نقي القلب إلى درجة السذاجة، يتعرض للسلب والغش من كل من يلقاه، لكن ذلك لا يتفق مع بدايته، ففي العاشرة من عمره عمل في مصنع حقير وخالط العمال والمحتالين، وهذا يشبه تماماً ما حدث مع ديكنز في طفولته، ومن العجب أن يظل ديفيد على هذه السذاجة وقلة الحيلة، فلم يتعلم من دروس الحياة القاسية شيئاً وظل عديم الخبرة.