الجرذان التي لحست أذني بطل الكاراتيه

8,00 

Out of stock

إلا أن الشبل كان واقعياً جداً. هو الوحيد الذي فهم بأنني لن أُشفى أبداً. قال لي دائماً في محل الفليبرز “أنا مقتنع بأنك لن تُشفى أبداً. لهذا أحمل معي هذا المسدس. أنظر. هذه الماسورة من أجل ألا يصير له صوت. يعني لو أطلقتُ عليكَ النار، لن يعرف أحد بأنك مت. ولا حتى أنتَ نفسك”. كان يروق لي هذا الجزء من الحكاية كثيراً. أن أموت دون أن يعرف أحد أنني ميت. لذلك كنت كلما رأيتُ الشبل أقول له “أعد عليّ تلك الحكاية. بأنني إذا مت لن يعرف أحد بالموضوع”. فيُخرِج المسدس بخفة من وراء ظهره وسط قلق الأولاد الآخرين ويخرطشه ثم يقول “هذا مسدس. وهذه الماسورة فيه، من أجل ألا يصير له صوت. يعني إذا أخذتك في هذه اللحظة إلى ذلك الزاروب وقوّصتك هناك لن يعرف أحد من هؤلاء بأنك مت. ولا حتى أنت نفسك”. فأشعر بسعادة تصل إلى تلك الندبة المكوية في إصبع قدمي الصغير، وترتعش جمجمتي كما يحدث لي حين أتبول، وأقول له “خذني إلى الزاروب وقوّصني”، وأبدو كما لو أنني أتحداه. إلا أنه يقول “عليك أن تُشفى أولاً. أنا لا أطلق النار على أشخاص ليسوا بكامل وعيهم العقلي”، ثم يأمرني بحزم أن أغرب عن وجهه.

Description

إلا أن الشبل كان واقعياً جداً. هو الوحيد الذي فهم بأنني لن أُشفى أبداً. قال لي دائماً في محل الفليبرز “أنا مقتنع بأنك لن تُشفى أبداً. لهذا أحمل معي هذا المسدس. أنظر. هذه الماسورة من أجل ألا يصير له صوت. يعني لو أطلقتُ عليكَ النار، لن يعرف أحد بأنك مت. ولا حتى أنتَ نفسك”. كان يروق لي هذا الجزء من الحكاية كثيراً. أن أموت دون أن يعرف أحد أنني ميت. لذلك كنت كلما رأيتُ الشبل أقول له “أعد عليّ تلك الحكاية. بأنني إذا مت لن يعرف أحد بالموضوع”. فيُخرِج المسدس بخفة من وراء ظهره وسط قلق الأولاد الآخرين ويخرطشه ثم يقول “هذا مسدس. وهذه الماسورة فيه، من أجل ألا يصير له صوت. يعني إذا أخذتك في هذه اللحظة إلى ذلك الزاروب وقوّصتك هناك لن يعرف أحد من هؤلاء بأنك مت. ولا حتى أنت نفسك”. فأشعر بسعادة تصل إلى تلك الندبة المكوية في إصبع قدمي الصغير، وترتعش جمجمتي كما يحدث لي حين أتبول، وأقول له “خذني إلى الزاروب وقوّصني”، وأبدو كما لو أنني أتحداه. إلا أنه يقول “عليك أن تُشفى أولاً. أنا لا أطلق النار على أشخاص ليسوا بكامل وعيهم العقلي”، ثم يأمرني بحزم أن أغرب عن وجهه.