على مدار سنوات حياتها الطويلة، لعبت أم كلثوم أدورًا عدة في تاريخنا الحديث، واختلفت وتنوعت صور حضورها بما يناسب المرحلة ورجالها ولكن بعد 1967 وبعد أن تشربت أم كلثوم دموع النكسة، تلبستها روح فتية متخمة بالأمل وقادرة على قهر المحنة، وزاد على طغيان حضورها كأهم صوت نسائي في تاريخ العروبة حضور سياسي ووطني، إذ تقدمت أم كلثوم المشهد الفني، وجندت سلاحها وهو صوتها، ليبرز وجودها في ساحة المعركة كرمز للإرادة المصرية الجسورة التي أبت أن تحطمها الهزيمة، وكنموذج للفنان الذي لم تكسره الشدة ولم تسكت له صوتًا ، أو ربما كصورة جديدة للإلهة المصرية «إيزيس» التي بعثت هذه المرة من تحت ركام المعركة لتدرك حدود الواجب وتُقدر حجم المأساة، فهبت واقفة وراء المجهود الحربي تجوب الكرة الأرضية من مشرقها إلى مغربها، في محاولة للبعث وإعادة الروح إلى «أوزوريس»، ذلك الإله المتجسد في الشعب الذي منحها هالات القدسية والعصمة ورفعها إلى مصاف أنبياء الوطن وبطلات السير الشعبية.
أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي
20,00 €
In stock
Weight | 450 g |
---|