يسجل هذا المجلد الذي يقع في 500 صفحة من القياس الكبير، من خلال طوابع البريد، تاريخ فلسطين العربية، مروراً بكل محاولات تقسيمها، بدءاً بغرس المستعمرات الصهيونية الأولى في سبعينيات القرن التاسع عشر، ومنتهياً بالسلطة الوطنية الفلسطينية على أجزاء من أرض فلسطين. وهذا الكتاب هو الأول من نوعه الذي يعرض الطوابع الفلسطينية ويدرسها تفصيلياً، باللغتين العربية والإنكليزية، ويعلّق عليها من وجهة النظر العربية، بصورة أو بأُخرى.
صدر الكتاب في طبعة ثانية منقحة ومزيدة في آذار/مارس 2011 (الطبعة الأولى في كانون الثاني/يناير 2001).
ويتميز بأنه يستخدم لغة غير مألوفة في سرد الحوادث التاريخية من خلال آلاف الطوابع البريدية التي جمعها المهندس نادر خيري الدين أبو الجبين على مدى 10 أعوام من مصادر فلسطينية وعالمية، إذ لم يكتف بالطوابع التي أصدرتها الجهات والمؤسسات الفلسطينية عن فلسطين، بل أيضاً تلك التي أصدرتها جهات عالمية. وفي هذا الإطار يقول المؤلف “الطوابع عندي قضية ورؤية”.
يعرض الجزء الأول من الكتاب تاريخ البريد في فلسطين والطوابع التي صدرت فيها خلال مختلف العصور. بينما يعرض الجزء الثاني معظم، إن لم يكن كل، الطوابع التي أصدرتها دول العالم عن فلسطين أو عن القضية الفلسطينية أو حولها. وتعالج الأجزاء الثلاثة التالية موضوعات هذه الطوابع؛ فالجزء الثالث يظهر التضامن مع الشعب الفلسطيني لاجئاً ومقاوماً ومنتفضاً. في حين يعرض الجزء الرابع الطوابع التي تظهر القدس والعَلَم الفلسطيني وخريطة فلسطين والتاريخ المتعلق بها. ويعالج الجزء الخامس، الأخير، الطوابع التي تصور المعارك التي دارت على أرض فلسطين أو من أجل فلسطين، ويذكّر بالجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، من تهجير وتدمير المنازل والآثار وحرق المقدسات واعتقال رجال الدين والمدنيين الأبرياء وارتكاب مجازر التطهير العرقي.
وبينما يبدأ الكتاب – الموسوعة بعرض الطوابع الخاصة بفلسطين منذ العهد العثماني، فإنه يصل إلى حقبة الانتداب البريطاني فنلاحظ كيف “تروي” لنا هذه الطوابع سعي الانتداب البريطاني لتقوية شوكة الحركة الصهيونية وبسط سلطتها من خلال بعض الطوابع التي أصدرها بالعبرية.
ويدرج الكتاب الطوابع في فترة الحكمين المصري والأردني، وصولاً إلى سبعينيات القرن الماضي حيث سعت فصائل المقاومة الفلسطينية لإصدار طوابع تجسد شخصيات المقاومة وأحداثها، بالإضافة إلى اعتماد اللوحات الفنية التي تعبر عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
ثم يبين أبو الجبين كيف أن السلطة الوطنية الفلسطينية (بعد انتقالها إلى الداخل نتيجة اتفاق أوسلو)، اهتمت بشكل كبير بإصدار الطوابع التي تبرز الأماكن الدينية والأثرية بصورة خاصة، فضلاً عن المشاهد الجمالية وصور تمثل الانتفاضة الفلسطينية.
وهكذا يبدو أبو الجبين في كتابه – موسوعته كأنه اعتمد “هواية الملوك”، أي جمع الطوابع من أجل سرد الرواية الشعبية والتاريخية لفلسطين وشعبها. —- عدد الصفحات 493 —-غلاف فني