اسمي عزيزة.. هل تستغربون أن يكون لي اسم؟ نعم.. لنا أسماء كأسمائكم تطلقها علينا أُمُنا الشجرة.. نَمَوْتُ مرتوية بماء النيل ومتغذية على كنز تربة دلتا النيل الغنية ونبضات شمس حورس وآتون الدافئة.. حكت لي تربة بلدتي دمياط أقاصيص الفراعنة والإغريق والرومان.. أخبرتني عن دفقات الإيمان التي أنارتها في فجر المسيحية وفجر الإسلام في مصر.. أرتنيَّ نخيلٍ في يد طفل ضاحك في صباح أحد الزَّعَف وفانوساً تضيئُه شمعة في يد طفل ضاحك في أمسيات رمضان.أسمعتني صهيل خيول صلاح الدين و منْجنيق الصليبيين.. اختزنتُ كل هذا و غيره جنباً إلى جنب مع ذكريات قطرات الماء التي روتني عبر رحلتها من أعالي النيل إلى مصر.. ليتشكل إيقاع دقات قلبي من طبول رواندا و أشعار تنزانيا و أهازيج أوغندا.. و ترانيم إثيوبيا الكنَسيَّة و أناشيد السودان الصوفية و موسيقى مصر..ليجتمع بداخلي تقوى يوسف الصديق و شجاعة النوُّير.. أحزان الباري ووفاء إيزيس.. قوة أحمُس الأول وتواضع تحتمس الثالث وعدل سنفرو.. إيمان أخناتون وسماحة باخوميوس وورع عمر بن عبد العزيز ووطنية جمال عبد الناصر..ها أنا.. أحمل وجبة دسمة أعدها التاريخ والجغرافيا وأودعوها أمانة بين ثنايا خلاياي.. لأنقلها للإنسان.. هذه هي رسالتي.. ولكن.. هل يفهم الإنسان هذا؟ لا أظن!عسى بعد أن نسمعوا قصتي وقصة رفاقي أن تدركوا هول ما تجهلونه وهول ما تفعلونه.
عزيزة- الكتاب الأول
14,40 €
Only 2 left in stock