الوصف
تعطّلت الماكينة ثانية.
مسح مصطفى يديه المُلطّختيْن بالزيت الأسود الثقيل الكريه ببنطاله، ونظر نحو “كرميئيل”. المحجر الذي يملكه والده يقوم قبالة المدينة التي عمّرتها إسرائيل في الستينيات على أراضي القرى المجاورة. لم يفهم يوماً لماذا اختار والده هذا الموقع بالذات، قبالة هذا الجُرح الكبير الذي نهش الأراضي وحوّلها إلى مبانٍ رتيبة مُتراصّة كلّ الهدف منها “حماية الجليل من العرب”. كأنّ العرب يسيطرون فعلاً على الجليل – كان مصطفى يُفكر دائماً وهو في طريقه من وإلى المحجر.
“الحجر هون أحسن من غيره”، قال والدُه مرّةً حين سأله مصطفى. وبالفعل، الأكوام الصخريّة المنتشرة في المحجر وحوله ملائمة لصُنع الرّخام الصقيل الذي يُستخدم لتأثيث المطابخ. مطابخهم بالأساس.