للكاتب والروائي الأمريكي: بول أوستر
ترجمة: أحمد م. أحمد
شارك في الترجمة: سوسن سلامة وحسام موصللي.
في هذه الرواية الأولى تواجهنا أسئلة كيف كانت ستكون حياتنا لو أننا اخترنا خياراً أخرَ بدل الذي اخترناه؟ أي نوع من الناس كنّا سنكون اليوم، لو لم يفتنا ذلك القطار، لو أننا قبلنا دعوة أحدهم للغداء، لو أننا خرجنا من باب آخر لمركز التسوق، لو، لو، لو …
في 2 آذار/ مارس َ1947، في نيوارك بولاية نيوجيرسي، ولد آرتشيبالد إسحاق فيرغسون، الولد الوحيد لكل من روز وستانلي فيرغسون. منذ الولادة، يسلك آرتشي أربعة مسارات مختلفة تؤدي إلى أربع حيوات مختلفة ومتشابهة كلّ على حدة، بطل رياضي، صحفي مضطرب، ناشط، كاتب صعلوك، كما لو أنَّها أربعة كتب في مجلد واحد.
كلّ فرد يحتفظ بداخله، مثل المسافرين خلسة على متن باخرة ليلية، بظلال جميع الأشخاص الآخرين الذي كان يمكن أن يصبحهم. لطالما استكشف الأدب “الحياة الافتراضية”، ليس حياة الحواسيب، بل المصائر البديلة، التي قرّرتها الصدفة أو التاريخ. بول أوستر هنا يأخذ على عاتقه حرفياً هذه المهمة التي منحها الأدب لنفسه فيكتب تحفته هذه، 1234 هي رواية كلّ حيوات آرتشي فيرغسون، التي عاشها، والتي كان يمكن له أن يعيشها. يكتب بول أوستر هنا سيمفونية مهيبة عازفاً على مفاتيح القدر والصدفة. كتاب يجمع بورخيس وديكنز معاً. إنها مغامرة مذهلة وجنونية، فريدة ومتعدِّدة مثل حياة كل فرد.
ثمّة الكثير في 1234: هناك اكتشاف الجنس والشعر، وهناك احتجاجات لنيل الحقوق المدنية واغتيال كنيدي، وهناك الرياضة ومظاهرات 1968، هناك باريس ونيويورك، هناك كل أعمال أوستر، كنضج متوازن، وهناك كل الكتّاب الكبار الذين ألهموه، هناك الموت والرغبة.
وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر 2017، وقد تزامن نشرها مع عيد ميلاد أوستر السبعين. قال عنها أوستر: “أكبر عمل أدبي كتبته في حياتي”. ليس فقط لأنها كبيرة الحجم، وطولها يبلغ ثلاثة أضعاف طول رواياته الأخرى: “أنا أعترف أنها “فيل”، ولكنني أتمنى أن تكون فيلاً سريعاً”. ولكن أيضاً من حيث تأثير هذا العمل على شهرته، فأشار أوستر إلى أنه متأكد من أن الرواية ستسيطر على كل شيء. “أنا أشعر أنني انتظرتُ طوال حياتي لأكتب هذا العمل. لقد كنت أعمل على بنائه طوال هذه السنين”.