في أحد الأيام سحبت كتاباً وفتحته، وقفت لحظة أقرأ ثم حملته واتجهت به إلى الطاولة كمن يجد ذهباً في مكبّ نفايات المدينة. تدحرجت السطور بيسر عبر الصفحة متدفقة متتابعة، وطاقة كل منها لا تقل عن طاقة الآخر، منح تركيب كل سطر منها الصفحة شكلاً وشعوراً بشيء منحوت فيها. ها هنا أخيراً رجل لم يخشَ من العواطف، الألم والفكاهة متمازجان ببساطة رائعة، أما افتتاحيته فكانت معجزة هائلة ووحشية بالنسبة إليّ.كان لدي بطاقة مكتبة، أخذت الكتاب معي، في غرفتي صعدت إلى سريري وقرأته، أدركت قبل إنهائه بوقت طويل أن لهذا الرجل طريقة متميزة في الكتابة. كان اسم الكتاب “اسأل الغبار” للكاتب “جون فانتي”. استمر تأثيره في كتاباتي مدى الحياة. انتهيت من قراءة “اسأل الغبار” وبحثت عن كتب أخرى لفانتي في المكتبة، وجدت اثنين: “داجو الأحمر” و”انتظر حتى يأتي الربيع يا بانديني”. كان لهما الأسلوب نفسه، فهما مكتوبان عن ومن الصميم والقلب.بعد تسعة وثلاثين عاماً أعيد قراءة اسأل الغبار، أقصد أنني أعدت قراءتها هذه السنة وما تزال صامدة، كما هي أعمال فانتي الأخرى، لكن هذه الرواية هي المفضلة لدي، لأنها كانت اكتشافي الأول للسحر.- تشارلز بوكوفسكي
اسأل الغبار
14,40 €
Only 2 left in stock