تحكي هذه الرواية عن التاريخ الألماني المعاصر حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وأبطال الرواية مهمومون وقلقون دائما وبعضهم مستعد للتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافه. فليس هناك اختلاف بين فاوستوس وأدولف هتلر، فكلاهما تعاقد مع إبليس وكلاهما يحمل جنونه الداخلي كي يصبه على العالم من حوله، “أريد أن أؤكد، بكل اليقين، أنني حين أقدم لهذه الأخبار عن حياة الراحل أدريان ليفركون، أي لهذه السيرة الأولى، والتمهيدية إلى حد بعيد، بلا ريب، لرجل غال عزيز وموسيقي عبقري، ابتلاه القدر بمحن رهيبة، وارتقى به ثم أطاح به، ببعض الكلمات عني أنا، وعن سؤوني، فإن ذلك لا يحدث بحال من الأحوال بسبب رغبة مني في إحلال شخصي في مكان الصدارة، وإنما يحملني على ذلك افتراضي أن القارئ (قارئ المستقبل)، إذ لم يلح بعد ذلك أدنى أمل في أن يرى كتابي نور العلانية إلا أن يتمكن بمعجزة ما، من مغادرة معقلنا الأوربي الذي تحدق به الأخطار، وإيصال شيء عن أسرار عزلتنا إلى الناس في الخارج، وأرجو مرة أخرى أن يسمح لي أن أضيف قائلا إنني لا أقدم لهذه الأخبار ببعض الملاحظات اليسيرة حول شخصي، إلا لأنني أدخل في حسباني أن المرء قد يرغب في الإطلاع العابر على سيرة الكاتب، وذلك لا يخلو، بالطبع من توقع أن تثور الشكوك لدى القارئ، من جراء ذلك على وجه الخصوص، فيتساءل أتراه يجد نفسه بين يدي الرجل المناسب لذلك، وأعني بذلك، هل يمكن أن أكون، من حيث مجمل حياتي، الرجل المناسب لمهمة ربما كان قلبي هو الذي يشدني إليها أكثر مما تفعل أية آصرة جوهرية تبرر ذلك.. هيا, تابعوا هذا, أنتم جميعاً، أنتم ليس لديكم فهم, يا أهل المدن, وهذا يحتاج إلى فهم هنا, لقد تحدث كثيرا عن الرحمة الأبدية ,هذا الرجل المسكين, وأنا لا أعرف هل يجدي هذا, ولكن الفهم الإنساني حقاً ينفع في كل شيء, صدقوني”.
ISBN 9782843089992