الوصف
“أستيقظ من النوم في الظهيرة، تتبقى أمامي ساعتان حتى يحين ميعاد ذهابي إلى العمل في محل العطارة. أجلسُ في الشرفة أشربُ القهوة وأتابعُ ما يحدث في الشارع. هذا ما كنتُ أقوم به؛ مراقبة الهوام الصغيرة تحومُ حول جذع شجرة الكافور، صاحب الكشك يرص كراتين الشيبسي، وبعد ذلك يرش الطريق بخرطوم طويل معلق في حنفية الجراج المقابل. كان الجو حارًا والشمس تنعكس على نوافذ مدرسة البنات. هذا كل ما حدث، حتى شعرت بنفسي بين أيديهم، يقولون إنني كنت ألقى بنفسي من البلكونة”.”صوت الغراب” هي سردية روائية على لسان البطل الذي يحكي عن “تاريخ عائلته من منظور النساء”، فيحكي عن عمته التي مات حبيبها، وماتت هي بعده “في غرفة مظلمة”، إن لم تكن مبالغة، فظلام الغرفة والنفس، وعن أمه التي “كانت مخاوفها أكبر من أن تتخلى عن رائحة الينسون”، كانت أمه من بين خالاته “تؤمن بعقائد الشيخ حجازي في القوى السحرية للنباتات”، فكانت “تنثر حبوب الينسون في الدولاب وتحت السرير لعل طيف الرائحة يصلها أثناء نومها”، إذ “ربما كانت تحلم بكوابيس وخائفة أن يكون زوجها مثل أبيه”.أخته “مريم” كانت بالطبع واحدة من نساء عائلته التي لم يغفله الحديث عنها منذ حكاية مولدها، فهي تشبه عمته، ربما ليس في طبيعة الأحداث التي مرت بها عمته، وإنما في أنها “حرة”؛ تركت المنزل من أجل عملها في مكتب الإذاعة البريطانية في القاهرة، رغم رفض أخيها الكبير. “ابتسام” هي الأخرى التي ربما ظن أنها دمرت دليل وجوده، بعد أن مات الجنين الذي حملته داخلها منه.