الوصف
يطلّ كتاب أحمد دومة “يشبه الهتاف يشبه الأنين.. سرديّة سبقت صاحبها للحرية”، والصادر مؤخرًا عن دار ابن رشد في إسطنبول، شهادة/ رواية حية تأخذ القارئ إلى نافذة ذات وجهتين؛ فهي من ناحية تروي الواقع المأساوي الذي يعيشه الأسرى في السجون المصرية بعامّة، وثوار 25 يناير منهم بخاصة. ومن ناحية أخرى، تنفتح تلك النافذة على العالم الذاتي الجوّاني للأسير، والصراعات التي تخلقها تجربة فقد الحرية والعزل الانفرادي، كصراع البقاء، والصراع على الرواية ــ الذاكرة، وكذلك الصراع الشخصي الداخلي؛ إذ يتطلب من الأسير بذل جهود الولوج في طريق معرفيّ عميق يحفظه من الانهيار المتمثل بالجنون، أو الانتحار، أو الانحناء على عتبة المساومات، والسقوط بالتالي في وحل الخيانة.
الكتاب الذي جاء على شكل نصوص خرجت من زنزانة الكاتب ـ تهريبًا عبر أسرته ومحاميه ومعتقلين سابقين قابلوه في السجن ـ يحكي قصة الثورة التي لا تزال تستمر محاكمتها عبر محاكمة نشطائها، بتصفيتهم، أو عزلهم في السجون. دومة الذي أمضى نحو 12 عامًا في سجون كل الأنظمة التي عاصرها ـ قضى منها حوالي سبع سنوات في العزل الانفرادي ـ يشقّ نافذة من زنزانته على الدنيا، على الحرية، كما يقول، فأن يُرى، وأن تُقرَأ سطوره، يعني أنه حيّ وقادرٌ رغم كل شيء، وبذلك يكون قد هزم السجّان الذي أراد أن يحولّ السجن قبرًا لمن بقي حيًّا من ثوار يناير.