ضد المكتبة

7,80 

متوفر في المخزون

ليست المكتبة إذاً, بحجمها, إنما في نوعية محتوياتها, فنحن نحتاج إلى الكتب التي تقوم بتغير مصائرنا, وفقاً لما يقوله جيمس بالدوين, أو كما يقول كافكا:” على المرء ألا يقرأ إلا تلك الكتب التي تعضه وتوخزه. إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ إذن؟ على الكتاب أن يكون كالفأس التي تهشم البحر المتجمد فينا.”

بشكلٍ ما، فإن هذه النصوص كُتبتْ من موقع القارئ في المقام الأول، بمعنى أنها لا تخلو من طيشٍ ونزوات ومصادفات. أن تقع على كتاب في غير أوانه، وإذا به يقودك إلى ألفة غير مسبوقة، إلى اضطراب وريبة وشكوك، إلى ارتواء وشبع، كما لو أنك حيال وليمة دسمة من الكلمات والصور والنبوءات. تلك الحيرة بين رفوف المكتبة، والافتتان بمؤلف، بنسّاخ، بمخترع بلاغة، بخطاطة ملغّزة. ما كنت تظنه طي النسيان، يبزغ فجأة، من دهليزٍ غامض، بعبارة، بانخطاف، بدهشة، بعواءٍ مكتوم، مثل حياة موازية تنمو في الجوار، وصولاً إلى لحظة الاشتباك مع حياتك الشخصيّة مباشرة، ما يجعلك جسداً برأسين في عملية ضخّ متبادلة لأعاجيب المخيّلة الكونيّة. أذهبُ إلى خلاء الكتب بهيئة كائن خائب، في دروبٍ متعرّجة نحو كهوفٍ وهضابٍ وسهوبٍ، على أمل أن أقع في فخّ مؤلفٍ مجهول، مفتوناً بدور الطريدة لا الصيّاد. هي سيرة ناقصة للكتب إذاً، غير قابلة للاكتمال، أو التشريح النهائي، سيرة ضبابية بمرآة مغبّشة، إذ لطالما ظننت أن مغامرة ما، خاضها “السندباد” وقعت سهواً من يد النسّاخ، النسّاج، فلم تروها “شهرزاد”، وينبغي أن أفتّشَ عنها في متاهةِ كتبٍ أخرى، مثل لعنةٍ أبديّة، في تجوَال طليق يطيح هندسة رفوف المكتبة، رأساً على عقب

رمز المنتج: 9781947836037 التصنيفات: , , الوسوم: ,

الوصف

ليست المكتبة إذاً, بحجمها, إنما في نوعية محتوياتها, فنحن نحتاج إلى الكتب التي تقوم بتغير مصائرنا, وفقاً لما يقوله جيمس بالدوين, أو كما يقول كافكا:” على المرء ألا يقرأ إلا تلك الكتب التي تعضه وتوخزه. إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ إذن؟ على الكتاب أن يكون كالفأس التي تهشم البحر المتجمد فينا.”

بشكلٍ ما، فإن هذه النصوص كُتبتْ من موقع القارئ في المقام الأول، بمعنى أنها لا تخلو من طيشٍ ونزوات ومصادفات. أن تقع على كتاب في غير أوانه، وإذا به يقودك إلى ألفة غير مسبوقة، إلى اضطراب وريبة وشكوك، إلى ارتواء وشبع، كما لو أنك حيال وليمة دسمة من الكلمات والصور والنبوءات. تلك الحيرة بين رفوف المكتبة، والافتتان بمؤلف، بنسّاخ، بمخترع بلاغة، بخطاطة ملغّزة. ما كنت تظنه طي النسيان، يبزغ فجأة، من دهليزٍ غامض، بعبارة، بانخطاف، بدهشة، بعواءٍ مكتوم، مثل حياة موازية تنمو في الجوار، وصولاً إلى لحظة الاشتباك مع حياتك الشخصيّة مباشرة، ما يجعلك جسداً برأسين في عملية ضخّ متبادلة لأعاجيب المخيّلة الكونيّة. أذهبُ إلى خلاء الكتب بهيئة كائن خائب، في دروبٍ متعرّجة نحو كهوفٍ وهضابٍ وسهوبٍ، على أمل أن أقع في فخّ مؤلفٍ مجهول، مفتوناً بدور الطريدة لا الصيّاد. هي سيرة ناقصة للكتب إذاً، غير قابلة للاكتمال، أو التشريح النهائي، سيرة ضبابية بمرآة مغبّشة، إذ لطالما ظننت أن مغامرة ما، خاضها “السندباد” وقعت سهواً من يد النسّاخ، النسّاج، فلم تروها “شهرزاد”، وينبغي أن أفتّشَ عنها في متاهةِ كتبٍ أخرى، مثل لعنةٍ أبديّة، في تجوَال طليق يطيح هندسة رفوف المكتبة، رأساً على عقب