تُلقي المؤرخة أندريا كوملوسي على عاتقها المهمَّة الصعبة المتمثِّلة في رصد تحوُّلات العمل وأفكارنا عنه، وتسعى إلى إنجاز هذه المهمة في كتابها الجديد. وتحاول أيضًا القيام بوظيفة أخرى ضخمة تتمثَّل في كتابة تاريخ عالمي شامل للعمل يواكب عدم الاستقرار المتزايد في كيفية تعريفنا للعمل ومشاركتنا فيه.
جابرييل وينانت، «ذي نيشن»
كما تقول أندريا كوملوسي في كتابها، فإن مفهومنا لما يُشكِّل العمل قد تغيَّر بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. وتكتب أستاذة التاريخ الاجتماعي في جامعة فيينا أن تعريفاتنا المقبولة عمومًا ضيقة للغاية وأوروبية للغاية وذكورية للغاية وحديثة للغاية.
جون ثورنيل، «فاينانشال تايمز»
هذا كتابٌ زاخر بالرؤى، من ازدراء العمل اليدوي في اليونان القديمة إلى الميل التاريخي لتحويل جميع أنواع المهام المعيشية إلى «عمل منزلي» غير مدفوع الأجر.
باربرا كايزر، «نيتشر»
يُذكِّرنا تحليل كوملوسي بأن فهمنا المألوف للعمل محدودٌ وشاذٌّ تاريخيًّا. فالتسلسل الهرمي الذي أرسيناه في الغرب الصناعي، الذي يضع العملَ المأجورَ الدائمَ بدوامٍ كاملٍ والمتعاقدَ عليه قانونيًّا على رأس هرمٍ للخير الاجتماعي، يُعَدُّ شيئًا خاطئًا للغاية، إذْ هو لا يحط من قدر ملايين الذين يعملون خارجَ إطارِه فحسب، بل يُقلِّل من – ويُهمِل أيضًا – الأنشطة غير المرتبطة بالعمل التي تُثري حياةَ البشر وتُضفي عليها معنىً. وبإظهاره أن «العمل» قد يوجد من دون أجر أو رب عمل أو مكان عمل خارج المنزل، يُتيح لنا تحليل كوملوسي التفكير بشكل أوسع فيما نُقدِّره، وما إذا كنا نريد الاستمرار في فصل العمل عن الحياة.
جوانا سكوتس، «إن ذييس تايمز»
في كتابها، تُقدِّم كوملوسي، أستاذة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي في جامعة فيينا بالنمسا، لمحةً شاملةً عن كيفية تطور الأفكار والتعريفات المتعلقة بالعمل على مدى الأعوام الألف الماضية، موجِّهة النقد للمفهوم المحدود جدًّا للعمل الذي تُقدِّمه دراسات العمل التقليدية والمنظورات الماركسية. كتاب كوملوسي طموحٌ في إيجازه: فهي تُلخِّص ألف عام من التاريخ العالمي في كتاب صغير، مُبرِّرةً النطاق الجغرافي والتاريخي الواسع للكتاب بأنه ضروريٌّ لتجنب التحيزات الأوروبية المركزية والأبوية الموجودة في المفاهيم التقليدية للعمل.
لورين كاوري جورلي، «ذي إنديبندنت»
تُشير أندريا كوملوسي في هذه الأطروحة المهمة إلى أنه عندما نتفحَّص مفهوم العمل من كثب، نجد أنه يُغيِّر معانيه حسب السياقات التاريخية والإقليمية المختلفة. ومن خلال تقديم تاريخ العمل من القرن الثالث عشر إلى القرن الحادي والعشرين على مستوى عالمي، تسلِّط كوملوسي الضوء على التعايش المعقَّد لعدة أشكال من العمل (مدفوع/غير مدفوع، حر/غير حر، مع صِيَغ متنوعة من التنظيم القانوني والحماية الاجتماعية وما إلى ذلك) على المستويات المحلية والعالمية. ومن خلال دمج هذه المقاربة العالمية مع منظورٍ جِندَري، تفتح أعيننا على تنوُّعات العمل والكدح وامتزاجهما في الأُسَر وسلاسل السلع عبر الكوكب – وهي العمليات التي تُمكِّن تراكم رأس المال ليس فقط من خلال استخراج فائض القيمة من العمل المأجور، لكن أيضًا من خلال أشكال أخرى من نقل القيمة تتحقَّق عبر الاستفادة من الإنتاج المعيشي للأُسَر والمهن غير الرسمية والوظائف المؤقَّتة. ومع تزايد النقاش حول العمل واختفائه المزعوم، يُقدِّم كتاب كوملوسي تحولًا حاسمًا في زاوية الرؤية.
