موضوع إن السلطة والشرعية في نظام الحكم في الإسلام يبدو حاسما، وهذا التهميش يعود إلى عدة أسباب: أولها، صعوبة الموضوع الذي يوقف بقضايا ثقافية وفكرية، وبالخطاب السياسي والديني، وبالوعي الجماعي، وما يمكن أن يختزنه من تصورات عن السلطة وشرعية السلطة وتداولها ليبرز على السطح كلما حرصت على السلطة لشرخ ونتيجة لذلك ابتعدت عن الممارسة السياسية لهذه السلطة والمتغيرات التي تحدث على أرض الواقع.
أما السبب الثاني، فهو فيما يتعلق بغيابيات السياسية الإسلامية حول السلطة بسبب انغماس الفكر السياسي في اليمن إلى الدين المقدس مما جعله محوره إلى نوع من “الوصايا الدينية أو الحكم السلطاني”.
السبب الثالث هو أنه يبتعد عن المسلمين في هذا المجال ويقرر ارتباطهم بالديني والمقدس، وما يمكن أن ينجرّ من الحساسيات الدينية والسياسية التي قد تؤدي إلى الكثير من الإتهامات.
في الفترة التي اخترعت بحثنا هي القرنين الأولين للهجرة، لأن هذه الفترة تمثلت ذكرى حيّة طبعت ووجدان المقاومة عن السلطة بين الخلفاء، وشحنت مخيالهم الجماعي بصور وتمثلات انعكست في صراعهم دفاعاً عن هذه الخليفة أو تباين، وقد اتحدت وتناقضت حول الشخصية نفسها.
وما تم تصميمه لفترة طويلة، هو النموذج الذي يُطرح في كل شيء تُطرح فيه دعوى شرعية السلطة في الإسلام.