يقول بورخس في مذكراته إنه لم يكن واعيًا بوجود الأشرار لأنه لم يكن يغادر المنزل. أنا أيضًا لم أكن أغادر المنزل؛ طفولتي قضيتها في نصب المكائد للقطط ووشم الغرزة وراء الغرزة في وجهي، أنهيت نصيب حياتي الكامل من مشاهدة التلفزيون وألعاب الفيديو في انتظار عودة أبي من دفتر الغياب أو الزيارات القليلة والقصيرة للعمات والخالات، ألقيت العظام إلى خوف الأم ووساوسها في الباحة الخلفية ورويت العزلة غير منتبه إلى أنها عزلة، في الرابعة، حاولت شنق أختي الصغيرة باستخدام ستارة حجرة المعيشة البيضاء (ما زالت أختي تُذكِّرني بهذا)، وفي السادسة، حاولت حرق أحدهم بمثل سني تجرأ وسحب الأضواء مني، وحين خرجت من القفص، كان قد قيل لي إني أسود ومُفحَّم من الداخل على نحو جعلني أحتفظ بملاحظاتي لنفسي عن شر العالم ولا أرجع من الخارج إلا للنوم.

بيت الولد
6,00 €
Vorrätig
Gewicht | 200 g |
---|