الوصف
تحول المشهد فوق جسر النيل الي عراك غريب. كان قرص الشمس قد اختفى تماما في باطن الأرض ناحية الغرب من وراء رؤوس الأشجار خلف النيل, و هبطت الظلمة فوق بيوت كفر الطين السوداء ثقيلة كأنفاس أخيرة, وأصبح الرجال المتجمعون فوق الجسر كأشباح الليل خرجت من قاع النيل, و جسد فتحية الأبيض العاري بعد أن مزقو جلبابها عن اخره أشبه ما يكون بجسد
جنية النيل التي نخرج من الماء في منتصف الليل. وجهها ابيض شاحب و عيناها واسعتان و مملؤتان باصرار اشبه بالجنون, أو جنون أشبه بالاصرار, و جسدها رغم نعومته و استدارته الأنثوية أصبح كجسد جنيات الليل, قويا رهيبا و مجنونا, تضرب الرجال بقدميها و ركبتيها و فخذيها و كتفيها و ذراعاها ملفوفتان حول ثديها حيث يرقد الطفل.